الإرشاد الدوائي وعلم الوراثة الدوائية

ما هو الإرشاد الدوائي وعلم الوراثة الدوائية؟

عُرِفَ منذ قرون أن هناك اختلافات هامة بين الأفراد في استجابتهم للعلاج الدوائي، في حالات علاج المرضى بالأدوية ومن خلال مقولة متعارف عليها على نطاق واسع في أوساط الطب حول العالم تقول "الطبيب الجيد يعالج المرض، والطبيب الأفضل يعالج المريض" يتم تسليط الضوء على التباينات الفردية التي يمكن ملاحظتها خلال مراحل المرض أو أثناء العلاج

المرضى الذين يعانون من نفس التشخيص والعوامل البيولوجية والبيئية المشابهة قد يعطون استجابات مختلفة للعلاج، على الرغم من استخدامهم لنفس الأدوية بنفس الجرعات فقد يتحسن مرض مريضٍ بفضل الدواء، في حين قد لا يحدث تحسن لمريض آخر بل قد يظهر بعض الآثار الجانبية السامة في بعض المرضى ليس هذا الظاهرة مقتصرة على الأدوية فقط، بل يمكن أن تنطبق نفس الحالة على بعض الأطعمة، فبعض الأشخاص قد يتأثرون بالحليب ويسبب لهم الغازات، في حين يمكن أن يعاني آخرون من الإسهال عند تناول السمك هذه الأمور هي أمور يومية نواجهها في حياتنا

هذه الاختلافات في استجابة المرضى للدواء تكون بنسب لا يجب التغاضي عنها يستجيب فقط حوالي 60-70٪ من المرضى للعلاج القياسي ويتعافون يجد نسبة 30-40٪ المتبقية من المرضى أن هذا الدواء غير فعال بالنسبة لهم أو أن الدواء نفسه يسبب لهم مشاكل، وبالتالي يضطرون إلى اللجوء للمرافق الصحية مرة أخرى هذه الاختلافات أدت إلى أن يصبح في أوساط الطب عبارة "لا يوجد مرض، يوجد مريض" شعاراً بمعنى آخر، المرض والعلاج يكونان فرديين لكل شخص

الأسباب وراء هذه الاختلافات المشاهدة بين المرضى قد تم دراستها لسنوات طويلة عوامل عديدة مثل عمر المريض، نمط حياته، الأدوية الأخرى التي يتناولها، الأمراض الأخرى التي يحملها، عاداته الغذائية والشرب، تؤثر على تأثير الدواء ومن بين هذه العوامل، الاختلافات الجينية للفرد هي الأكثر أهمية يحمل البنية الجينية اختلافات صغيرة تجعلنا مختلفين عن بعضنا البعض هذه التغيرات الصغيرة المسماة بـ "تعدد أشكال النوكليوتيدات المفردة

" تشكل الاختلافات الفردية لدينا لذلك، بصمات أصابعنا وأعيننا وأصواتنا المختلفة عن بعضها البعض بالمثل، نحن نعطي استجابات مختلفة للأدوية التي نتناولها نظرًا لوجود تلك التغيرات الصغيرة في الأعضاء والأنسجة التي تلتقي بها الأدوية أثناء رحلتها في الجسم ولهذا السبب، كل شخص له مرضه الخاص به